حوار مع المبدعة المتألقة أ. فاطمة بنت رضا الشيخ حسن بوخمسين من مواليد محافظة الأحساء الحبيبة، مؤسِسة دار حكايا للنشر والتوزيع، كاتبة ومُخرٍجة لكتب القصص المصورة، مبرمجة ومحبة للتقنية والتصميم وابتكار كل ماهو جديد ومبدع.
: 06/2021 هجر نيوز – حوار : دلال الطريفي
أ. فاطمة حدثينا عن بداياتك في عالم الكتابة؟*
اتت بداية الكتابة لدي منذ الصف الثاني الإبتدائي، كنت من عشاق الرسم و قراءة قصص الأطفال ذات الرسومات الجذابة التي يوفرها لي والدي باستمرار والتي كانت الدافع الأكبر لي بأن يكون لي قصتي و رسوماتي الخاصة، فخصصت لي دفتر مدرسي أرسم به و أكتب قصص قصيرة من مخيلتي، استمريت بالكتابة و الرسم إلى أن وصلت إلى عمر ١٢ سنة، و استمرت لدي الكتابة في المرحلة الثانوية و الجامعية حيث كنت أشارك في فعاليات لتأليف القصص. بعد تخرجي من الجامعة بتخصص هندسة برمجيات و فتح مشروعي الخاص منصة حكايا مانجا الالكترونية لنشر المواهب العربية في فن تأليف و رسم المانجا العربية، كمنصة دعم لكل الكتاب اليافعين العرب الذين يرغبون بنشر مؤلفاتهم ورسوماتهم في مجتمع يهتم بهذا المجال. و مع رؤية انتشار الموقع و إقبال الكتاب و الرسام له، تولدت لدي من جديد رغبة الاستمرار بالكتابة والتأليف وطباعة أعمالي ليتم نشر ثقافة المانجا العربية بشكل أكبر وأوسع في مجتمعنا السعودي
ما أسباب انتقاءك لهذا النوع من الكتابة (قصص المانجا) دون غيره؟*
منذ طفولتي ووالداي يُجذباني بقصص مجلة ماجد لما تحتويه من رسوم جذابة و حوارات ممتعة، ومن ثم تم تعلقي بمسلسلات الرسوم المتحركة اليابانية التي بمسمى الإنمي، كنت أكتب الكثير من القصص القصيرة أثناء فترة الدراسة، وعندما قررت كتابة قصة مخصصة للنشر أردت أن أظهر قصتي بطريقة مبتكرة ومتوافقة مع هواياتي في الرسم ومتابعة الإنمي والمانجا، فقررت أن أنشر قصتي بإسلوب القصص المصورة اليابانية واظهارها بطابع عربي يُظهر ثقافتنا العربية السعودية بطريقة حديثة متوافقة مع توجه فئة كبيرة من المجتمع في متابعة قصص المانجا اليابانية، والحمدلله وجدت التشجيع الكبير والإقبال على اصدارات كتب المانجا العربية في المكتبات وبالأخص مكتبة جرير ، حيث انتهت كمية دفعات الكتب المرسلة مرتين مما أوشك على نفاذ الطبعة الأولى للكتب خلال 6 أشهر من توزيعها
أي الاشخاص كان له التأثير القوي والواضح عليك لتكوني كاتبة؟*
عشت فترة مراهقتي أتنقل بين كتب سلسلة هاري بوتر للكاتبة العظيمة ج.ك رولينغ، اذ كنت بعد انتهائي من كل كتاب أبدأ باعادة كتابة قصة الكتاب بأحداث وحوارات خاصة فيني، إلى ان أتى اليوم الذي قررت فيه أن أكتب روايتي الأولى بسن 14 باسم ” و عندما تتحقق الأمنية” من 60 صفحة مقتبسة اسلوب رولينغ في الكتابة و قمت بنشر الرواية في المنتديات والمدونات في شبكة الإنترنت، حيث لاقيت اقبالاً واعجاباً كثيراً لم أتصوره من قبل القراء وحصلت على تشجيع كبير جداً من قبل أشخاص لا أعرفهم في العالم الإفتراضي حيث كانوا ذا دافع كبير لي لإكمال مشوار كتاباتي ورغبتي بالنشر الورقي
من هو الكاتب الأقرب إليك؟*
كانت سلسلة قصص حوجن من الكاتب السعودي ابراهيم عباس هي بدايتي لحب الخيال السعودي، ومن ثم تعلقت كثيراً بكتب واصدارات أسامة المسلم الخيالية الأدبية التي فتحت لي أبواباً وآفاقاً واسعة في فن الفانتازيا والأدب
برأيك ما مدى تعاون دور النشر والمعارض في المملكة مع الكتاب وبالخصوص من هم في بداية مشوارهم في عالم الكتابة؟*
في رأيي بأن الأمور لم تعد كسابق عهدها فيما يخص الكُتاب والنشر، حيث أن وسائل التواصل الإجتماعي مكنت و سخرت الوسائل لكي يصبح الجميع كُتاباً بسبب الحرية الكبيرة التي تمنحها لهم هذه المنصات، حريّة الكتابة باللغة التي يختارونها والأسلوب الذي يروق لهم، دون الخضوع إلى أيّ “فلتر” أو مساءلة، ممّا يؤهّلهم لأن يكونوا أفضل كُتاب في وسطهم ومجتمهم وتكوين جمهورهم وسمعتهم الخاصة. حيث مما رأيته بأنه لم يعد هنالك كاتب في بداية مشواره في الإصدار الورقي الا وله اصدارات وكتابات ومتابعين في وسائل التواصل الإجتماعي؛ مما أصبح عدد المنشورات والمتابعين ذا تأثير قوي جداً في تعاون دور النشر للكتّاب الجدد
ماذا تعني الكتابة في حياتك؟*
لحظات الخلوة مع حقيقة ذاتي والعيش في عالمي الخاص الذي أكون فيه المتحكم الكامل في هذا العالم، تحريك مخيلتي بالكتابة والتأليف كان السبيل الأقوى لتغيير واقعي الذي صنعته بنفسي عن طريق كتاباتي
هل ينبغي على الكاتب أن يكون مطلعاً وبشكل مستمر على الأعمال العالمية؟*
وجدت في الكتابة حياة تشبهني، وفي القراءة ألف حياة أُخرى مُختلفة لي، فكلما تنوع القارئ بتصنيف الكتب التي يقرأها كلما فتح له منافذ متعددة، فالعلم والمعرفة والإنفتاح على حضارات العالم وأعمالها هو المفتاح الأقوى لضمان قدرات الكاتب في تطور وارتقاء افكاره وأسلوبه في الكتابة، كما قال محمد المرزوقي ” نحن لا ننسى فعلاً ما نقرأه، بل ان ما يحدث هو أن الأفكار التي تمتصها عيوننا تتسرب بشكل تلقائي إلى عقولنا فتجعلنا أكثر وعياً، وإلى أخلاقنا فتجعلنا أكثر إنسانية، ولغتنا فتصبح أكثر فصاحة”
مامدى تأثير الاطلاع المستمر على ابداع الكاتب؟*
العالم في تغير مستمر وعجلة الحياة تتطور بشكل سريع جداً، ومن لم يُجاري الحياة بتطوراتها وقفزاتها فقد يتعثر في طريقه ويصبح متأخراً في الصفوف الأخيرة، فكثير ما نرى تشابه بعض الكتب في أفكارها ولكن ما يميز كل كتاب هو أسلوب الكاتب وابداعه في طريقة إخراج هذه الأفكار وتطويرها ونموها، ولكن ما يميز الإطلاع المستمر المتنوع وبالأخص إذا كان من خارج بيئة الكاتب فقد تتولد لديه أفكار جديدة غير مسبوقة على الإطلاق وهو مايُسمى بحالات الإبداع العالي، وهو ما يطمح إليه كل كاتب ليتفرد بأسلوبه ويتميز في كتاباته، ولكن يبقى علينا أن لا نتوقف على كثرة ما يُقرأ وإنّما كلَّ شيء يتوقف على ماذا نقرأ وكيفية الإستفادة منه لتكون القراءة فعّالةً أكثر لحصاد نتائج أكبر
ماهي طموحاتك المستقبلية؟*
لازالت لدي العديد من الأفكار و القصص التي أعيشها بنفسي في مخيلتي في انتظار ظهورها وعيشها في أرض الواقع ورؤيتها على صفوف وأرفف المكتبات
كما أطمح بتوسع وانتشار منصة “حكايا مانجا” لتكون المنصة الإلكترونية الأولى في نشر قصص المانجا العربية
كما أطمح بأن يتم الإعتراف بتصنيف خاص لكتب وقصص المانجا العربيه من ضمن كتب اليافعين في المكتبات والفهرسة، ولا يتم تصنيفها من ضمن قصص الأطفال، وأطمح أيضاً بأن تكثر الشركات الداعمة لهذا الفن وفي هذا المجال مثل شركة “مانجا للإنتاج” التابعة لمؤسسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخيرية والتي تعتبر الداعم الأكبر لهذا المجال الفني الإبداعي
كلمة أخيرة لقراء صحيفة هجر نيوز*
جميعنا اليوم حيث هي أفكارنا بالأمس، ونحن غداً حيث أفكارنا اليوم، أفكارنا عن أنفسنا منذ مرحلة الطفولة هي ما تبني واقعنا في مرحلة الرشد والشباب، كلمتي لكل شخص هو أن يستذكر أحلامه و نظرته لنفسه في الطفولة و كيف يستطيع تحقيقها في واقعه، لأني أؤمن بأن الرغبات في الطفولة هي ما تكون رغبات الشخص الحقيقية حيث أنها نمت من داخل أعماق الشخص نفسه و لم تتأثر بالبيئة المحيطة ولا بكلام المجتمع وأفكاره.