حكايا مانجا
أوان

أوان – الأحساء

من “ماجد” و”باسم” إلى “ميكي” و”سمير”… وغيرها من الإصدارات والمجلات العربية التي أسهمت في تشكيل وعي عدد كبير من شباب اليوم وهم في مرحلة الطفولة، وذلك في المنطقة العربية عمومًا، وفي المملكة خاصة، ولكن بطلة قصتنا اليوم لم تتأثَّر فقط كالبقية بهذه الإصدارات، بل حلمت بأن تسهم في تشكيل وعي الأجيال القادمة عبر محتوى ثقافي توعوي ترفيهي مُوجَّه لليافعين يليق بأن يخرج من بلاد الحرمين لكل الناطقين بالعربية.
إنها الريادية فاطمة بوخمسين التي عشقت الرسم وقراءة قصص الأطفال منذ نعومة أظافرها، لتُحوِّل ما امتلكته من مخزون فكري وثقافي إلى مشروع ريادي، مُحققةً الكثير من النجاحات والإشادات، لتتربَّع اليوم على سُلَّم الريادة الثقافية، عبر مشروع عملت من خلاله على نشر مخزون المواهب العربية في الفن والتأليف.
رائدة الأعمال فاطمة بوخمسين مُؤسِّسة منصة “حكايا مانجا” الإلكترونية انطلقت بحلمها من حالة عشق جمعتها مع قراءة القصص ذات الرسوم الجاذبة التي كان والدها يُحضِرها لها؛ مثل مجلة “ماجد” و”باسم” وغيرها من المجلات المُصوَّرة التي كانت الدافع الأكبر لها في تأسيس مشروعها، والذي أرادت من خلاله أن يكون لها قصَّتها ورسوماتها الخاصة، وأن تطبع اسمها على أغلفة هذه القصص.
بعد تخرُّج بطلتنا في الجامعة بتخصُّص هندسة البرمجيات قرَّرت الانطلاق صوب شغفها، مُعلنةً إطلاق أولى خطواتها عبر إصدار سجل تجاري وتأسيس منصة “حكايا مانجا”؛ لكشف ونشر إنتاج المواهب العربية في فنِّ تأليف ورسم المانجا العربية في عام 2018، لتلاحظ وبعد فترة بسيطة من الانطلاق مدى انتشار الموقع، وإقبال فئة اليافعين عليه؛ لتأليف ورسم قصصهم وأفكارهم؛ حيث لمست مدى تعطُّشِهم لوجود مثل هذا المجتمع الداعم لهم تحت منصة واحدة تُوفِّر ما يرغبون فيه بطريقة احترافية.
ومن هنا تواصلت لدى بطلتنا الرغبة بالاستمرار في الكتابة والتأليف وطباعة الأعمال؛ بهدف نشر ثقافة المانجا العربية بشكل أكبر وأوسع في المجتمع السعودي، فبدأت بأول قصتين باسمها بعنوانين هما “بداخلي أعلم أني مخطئة أيضًا” – “نسمة أمل”؛ التي أرادت من خلالهما إيصال رسالة خاصة للمجتمع العربي والسعودي بطريقة مُبتكَرة ومُمتِعة.
مجموعة من الأهداف التي دوَّنتها بطلتنا في كراستها وعملت على تنفيذها؛ ليُصبح الموقع مكتبةً متوفرةً باللغة العربية تضمُّ جميع الأعمال الخاصة بهواة الرسم ورسم قصص المانجا العربية؛ لنشر إنتاجاتهم عالميًّا، وتوفير الدعم المعنوي والإرشادي للمؤلفين والرسامين بطرق سهلة في مجتمع واحد.
سعت إلى إنشاء فريق خاص لإنتاج المانجا العربية يضمُّ كبار الرسامين المُحترِفِين الموهوبين، وتحويل روايات وقصص المؤلفين السعوديين إلى قصص مُصوَّرَة بأسلوب المانجا، ضمن رسالة أرادت من خلالها جذب المُتابع العربي لأعمال تنطق وتحكي بلغة الضاد.
وبدأت “فاطمة” تجني بعضًا من ثمار مجهودها وإبداعها؛ حيث حصدت فكرتها جائزة “ثمر” من بنك التنمية الاجتماعية لدعم المشاريع الصغيرة في عام 2018.
وفي عام 2019 حصل التطور الكبير معها، بعدما طبعت 3 كتب من تأليفها الخاص، والتي شهدت إقبالًا كبيرًا عند نشرها في المكتبات، لدرجة أن الطبعة الأولى نَفِدت خلال 6 شهور فقط من تدشينها، لتتوالى النجاحات والتطورات التي شهدتها المنصة، حيث شاركت لأول مرة في معرض الكتاب الافتراضي التابع لمنصة “أداة” في عام 2020.
وخلال العام الجاري 2021 حقَّقت بطلتنا نجاحًا جديدًا عقب تعاقُدها مع الكاتبة الكبيرة سلوى الغامدي؛ لتحويل روايتها “الحقيقة الضائعة” إلى “مانجا عربية”، لتصبح أول رواية سعودية تتحوَّل إلى مانجا.
وها هي اليوم تواصل رحلة كفاحها، طامحةً إلى زيادة الأعمال المرفوعة على منصة “حكايا مانجا”، والتوسُّع بشكل أكبر لتصل بالإبداع السعودي إلى كل أنحاء الوطن العربي؛ تزامنًا مع ظهور رسَّامين مُحترِفِين أكثر ينثُرُون إبداعهم في هذا المجال، إضافة إلى زيادة الأعمال المطبوعة في كتب المانجا العربية، ليتم الاعتراف بها، ويكون لها قسم خاص في المكتبات، وليست ضمن قسم كتب الأطفال فقط.

المصدر